ليبراسيون: مواجهة إيرانية- إسرائيلية في خلفية الحرب.. وآمال وقف التصعيد معلقة على السعودية

ليبراسيون: مواجهة إيرانية- إسرائيلية في خلفية الحرب.. وآمال وقف التصعيد معلقة على السعودية

  • ليبراسيون: مواجهة إيرانية- إسرائيلية في خلفية الحرب.. وآمال وقف التصعيد معلقة على السعودية

اخرى قبل 6 شهر

ليبراسيون: مواجهة إيرانية- إسرائيلية في خلفية الحرب.. وآمال وقف التصعيد معلقة على السعودية

باريس-

قالت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية، إنه بين الخوف من اندلاع جبهة مفتوحة جديدة على الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان، والتهديدات بالانخراط من قِبَل بلدان أخرى في حالة تصعيد الهجوم الإسرائيلي على غزة، فإن سيناريو اندلاع حريق إقليمي متوقع بشكل جدي؛ وتتجه كل الأنظار نحو إيران، التي تدعم حماس وتظل الحليف والممول لحزب الله في جنوب لبنان.

وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، شدد من بيروت، يوم السبت، على أن حلفاء بلاده الإقليميين سيردّون في حال اجتاحت إسرائيل غزة. وأظهرت الولايات المتحدة أنها تأخذ هذا الخطر على محمل الجد من خلال الإعلان عن إرسال حاملة طائرات ثانية إلى شرق البحر الأبيض المتوسط.

التحلي بضبط النفس

 فمنذ يوم السابع أكتوبر وبدء الحرب بين حماس وإسرائيل، أصبح جنوب لبنان مسرحا لإطلاق النار بين حزب الله اللبناني والجيش الإسرائيلي، وسط محاولات تسلّل إلى إسرائيل. وكان القتال محدود النطاق في الأيام الأولى، ثم اشتد يوم الجمعة. وفي هذا السياق، قُتل صحافي من وكالة رويترز للأنباء وأصيب ستة آخرون، بعد إطلاق نار نسبته السلطات اللبنانية إلى إسرائيل. وقال الجيش الإسرائيلي إنه يجري تحقيقا دون أن يتحمل صراحة مسؤوليته عن المأساة.

بعد ذلك، قتل شخص وأصيب آخرون في شمال إسرائيل بنيران من لبنان، أمس الأحد، مما أدى إلى ضربات انتقامية من قبل الجيش الإسرائيلي الذي أغلق حدود المنطقة أمام المدنيين. وزعم الجيش الإسرائيلي عشية ذلك أنه قتل “عدة إرهابيين” حاولوا التسلل إلى هذه الحدود، وهي معلومات أكدتها حركة حماس. وفي وقت متأخر من بعد الظهر في الناقورة، طال صاروخ مقر قوات اليونيفيل، قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان، تشير “ليبراسيون”.

الرئاسة الفرنسية اعتبرت أن الوضع “مقلق للغاية”، حيث دعت في بيان صحافي، اللبنانيين وحزب الله إلى “ضبط النفس بشكل حتمي لتجنب فتح جبهة ثانية في المنطقة”. وشدد الإليزيه على أنه “يجب ألا نعطي أي ذريعة لسقوط لبنان في الحرب مرة أخرى”. كما أكدت الرئاسة الفرنسية أيضا أنه “من المهم جدا أن تمتنع إيران عن زيادة التوترات وأن تمتنع عن تقديم الدعم العملياتي لحركة حاس”. وأضافت: “نعلم أن أسلحة  إيرانية توجهت نحو غزة، وأن السيطرة على البحر أمر صعب”.

الدونية العسكرية

ولكن تتساءل “ليبراسيون”، هل تمتلك إيران القدرة على التدخل عسكرياً؟ رداً على السؤال، تنقل الصحيفة عن  تييري كوفيل، الباحث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية (إيريس) ومؤلف كتاب “إيران.. قوة تتحرك”،  أن طهران كثيرا ما تحدّت عدويْها اللدودين، الولايات المتحدة وإسرائيل، مع الحرص في الوقت نفسه على عدم التمادي في ذلك، لأن “إيران تدرك دونيّتها العسكرية في حال نشوب صراع مسلح” مع الدولة العبرية، وفق الباحث الفرنسي، مستشهداً بمثال آخر على “واقعية” طهران: بعد اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني في يناير/كانون الثاني عام 2020 في بغداد بهجوم أعلن الأمريكيون مسؤوليتهم عنه، اكتفى النظام الإيراني بعمليات انتقامية رمزية للغاية.

ويأتي ارتفاع المخاطر، في وقت اتخذت فيه إيران والولايات المتحدة خطوة تجاه بعضهما البعض. وبعد مفاوضات سرية، جرت عملية تبادل للأسرى في سبتمبر/ أيلول الماضي بين البلدين، ترافقت مع الإفراج عن مبلغ 6 مليارات دولار من مبيعات النفط الإيراني والتي كانت واشنطن قد جمّدتها في إطار سياسة العقوبات. وقد أدى هذا التقدم الدبلوماسي إلى محو فترة مظلمة في العلاقات الثنائية جزئيا، بعدما كانت  إيران قد شهدت ذوبان عائداتها النفطية عقب عودة العقوبات الأمريكية على خلفية انسحاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عام 2018، من جانب واحد، من الاتفاق النووي، والذي حصلت طهران بموجبه على سيطرة دولية على أجهزتها النووية.

وفي عام 2021، كلف الانخفاض المفاجئ في القوة الشرائية، الرئيسَ المعتدل حسن روحاني مقعده، لصالح الراديكالي إبراهيم رئيسي، وهو رجل قوي من بين الرجال الأقوياء في إيران، تقول “ليبراسيون”.

ويرى تييري كوفيل، أنه يبدو أن الوضع يتحسن في الأشهر الأخيرة، حيث تظهر أحدث الأرقام زيادة في إنتاج النفط الخام الإيراني، وسط تسامح الولايات المتحدة، على الرغم من العقوبات التي ما تزال سارية، ومبيعات النفط للصين. وهذا التحسن من شأنه أن يفسر لماذا لم تتوصل إيران بمبلغ الستة مليارات دولار الذي كان من الممكن أن يكون تحت تصرفها قانونيا بعد أسابيع، قبل أن تغلق الولايات المتحدة الصنبور الأسبوع الماضي.

الرياض كوسيط

 بينما تدعم طهران حماس وترحب بهجومها، شدد المسؤولون الإيرانيون على أن بلادهم لم تكن متورطة فيه. ومع ذلك، فإن “محور المقاومة” ضد إسرائيل، الذي يجمع إيران وحزب الله اللبناني وحماس الفلسطينية والميليشيات الشيعية في سوريا والعراق والحوثيين في اليمن، يظل حقيقة واقعة، كما تقول “ليبراسيون”، مضيفة أن فرضية  “الفارس الوحيد” لحزب الله غير مستبعدة، لأن هذا الأخير لطالما  منحته طهران دائما قدرا كبيرا من الحكم الذاتي، حتى لو كانت دوما على اتصال وثيق مع الميليشيات الموالية لها، يقول تييري كوفيل.

كما اعترفت وزارة الخارجية الأمريكية بأنه ليس لديها أي دليل على ضلوع إيران في هجوم حماس ضد إسرائيل. وردّدت باريس ذلك في بيان صحافي صدر يوم الأحد، موضحة أنها “ليس لديها معلومات محددة” حول تورط طهران المباشر في هجوم حماس.

واعتبرت “ليبراسيون” أن الآمال في وقف التصعيد معلقة بشكل خاص على المملكة العربية السعودية، مشيرة إلى تأكيد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، خلال لقائه يوم السبت مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، على “الأهمية التي توليها الولايات المتحدة لمنع امتداد الصراع”.

فالسعودية، تُذكِّرُ “ليبراسيون”، لم تعترف بإسرائيل قط، ولم تنضم إلى اتفاقات أبراهام التي توسطت فيها الولايات المتحدة، وسمحت لجيران المملكة، البحرين والإمارات، وكذلك المغرب، بتطبيع علاقاتهم رسميا مع إسرائيل.

وتتعرض السعودية لضغوط في الأشهر الأخيرة من قبل الإدارة الأمريكية لفعل الشيء نفسه، حيث طالبت الرياض في المقابل بضمانات أمنية من واشنطن، والمساعدة في تطوير برنامج نووي مدني. وسيكون التخلي عن هذه المفاوضات بمثابة خطوة مدمرة إلى الوراء لكلا الطرفين، تقول “ليبراسيون”.

“القدس العربي”:

التعليقات على خبر: ليبراسيون: مواجهة إيرانية- إسرائيلية في خلفية الحرب.. وآمال وقف التصعيد معلقة على السعودية

حمل التطبيق الأن